كيفية حفظ الدروس يعاني كثير من الناس في هذه الأيام وخصوصا أبنائنا في المدارس وفي المرحلة الثانوية وحتّى الجامعية في كيفية حفظ الدروس وإستظهارها بعد الحفظ ، حيث يجدون صعوبة في تذكّر ما قاموا بحفظه وهذا مردّه إلى عدّة أسباب ومن خلال معرفة هذه الأسباب سيكون معرفة الطريقة المثلى لحفظ الدروس بسهولة :
عدم التركيز أثناء قراءة النصّ أو الدرس ، فترى الطالب يقرأ بكل جدّ واجتهاد وأنت تنظر إليه عن كثب ، ولكن هو يقرأ بدون حضور ذهن ، وربّما انشغل ذهنه بعدّة أشياء فعلى السبيل المثال ربما كان يقرأ بصوت مرتفع فكان يركّز على نبرة صوته أو ربّما وصل به الأمر أن أعجبه جمال صوته فانصرف ذهنه الى هذا الأمر ونسيَ الأهمّ وهو أن يركّز ذهنه وتفكيره في هذا الدرس ليتسنّى له حفظه بشكلِ جيّد ، وهذا يحدث كثيرا مع ابنائنا الطلبه ، أو ربما كان الطالب يقرأ وهو يمشي ، فتراه ينصرف بتركيزه إلى خطواته وسرعتها ومتى ينتهي من المشي حتّى يمشي في إتجاه آخر ، أو خوفاً من أن يقع في حفرة أو غيرها ، وهذه الأمثلة كلّها تصبّ في خانة عدم التركيز أثناء القراءة وبالتالي فهو لن يحفظ إلا جزءا يسيراً وهو الجزء الذي كان ذهنه حاضراً فيه . عدم فهم النصّ أو الدرس بالشكل المطلوب ، فإن الفهم السليم بدون أدنى شكّ هو سبيلك الى الحفظ وربّما لم أُبالغ إن قلت لك بأنّك لن تنساه على الإطلاق ، فكثير من أبنائنا يظنّ أن الحفظ أمر والفهم أمرٌ آخر ، وهذا اعتقادٌ خاطئ فلا أحد يستطيع أن يحفظ جيّداً إن لم يفهم جيّداً ، فكلّما اجتهدت أكثر في فهم الدرس كانت قدرتك على حفظه أكثر واسترجاعه أثناء الإمتحان أو عند سؤال أحد لك عنه سيكون بشكر أسرع . عدم تحليل النصّ ، فالطالب اذا لم يقُم بتحليل النصّ وربط مواضيعه المختلفه على ضوء تحليله الصحيح لن يستطيع عندها الربط بين مواضيعه وبالتلي لن يفهمها جيّدا ، فالتحليل هو سبيل إلى تفكيك جزئيات الدرس ذهنيّا ومحاولة ربطها مع بعضها البعض لتكتمل في ذهنك صورة جميلة صحيحة بصياغتك أنت وبالتالي تستطيع حفظها بسهولة. ربّما كان هناك تقصير في جانب التغذية السليمة ، فعلى الطلب أن يكثر من تناول الأطعمة الغنية بالفيتامنيات ، وتناول الفواكه الطازجة والخضراوات ، وتناول السمك والتونة والأطعمة الغنيّة بمادة أوميغا 3 ، فكلّها تفيد وبلا شكّ في الحفظ والاسترجاع بسهولة. لا شكّ أن الخمول البدني هو باب من أبواب الخمول الذهني ، فبالتالي على الطالب أن يحافظ على نشاط بدنه بالقيام بالرياضات النافعة ، وأن يتحرك ولا يبقى جالسا في مكان واحد لفترات طويلة ، بل عليه أن يخرج الى الفضاء الرحب وأن يريح نظره قليلا ، وأن يمارس الرياضات التي تساعد على تنشيط بدنه وبالتالي الى نشاط عقله ؛ فالعقل السليم في الجسم السليم . الحرص على الدراسة في أوقات الصباح الباكر ، خصوصا وقت الفجر ، فهو وقت مبارك وقد بارك الله بمن صلّى الفجر حاضرا وفي جماعة ، ثمّ درس واجتهد في وقت الفجر فهو بلا شكّ وقت يكون الّذهن صافيا وقابلية الحفظ والفهم تكون أكبر ما يمكن ، فليحرص أبنائنا الطلبة على هذا الوقت المبارك ، ونسأل الله لهم التوفيق وسرعة الحفظ وسهولته ، وأيضا لا ينسوا الدعاء إلى الله تعالى أن ييّسر لهم ذلك